أبو الغيط: لا ينبغي رفع سقف التوقعات لخطاب اوباما في القاهرة أعرب وزير الخارجية أحمد أبو الغيط عن أمله فى أن تطبق الولايات المتحدة
المعايير التى يضعها أوباما فى خطابه لعلاقتها القادمة مع العالمين العربى
والإسلامى" واشار في الوقت نفسه الي ضرورة عدم "رفع سقف التوقعات بدرجة
مبالغ فيها".وحول ما يعنيه اختيار أوباما لمصر لإلقاء خطابه للعالم الإسلامى، قال أبو
الغيط إن اختيار أوباما لمصر "بلد الأزهر كمكان لمخاطبة العالم الإسلامى
هو اعتراف بأن المسلمين كلهم أشقاء، لأنه يخاطب كل المسلمين من مكان واحد
هو مصر قلب العالمين الإسلامى والعربى" .ودعا الي " أن يؤدى هذا الخطاب التاريخى والهام إلى امتصاص التوتر الذى
نشب على مدى عقد أو أكثر، وأن يضع العلاقة بين أمريكا والعالمين العربى
والإسلامى فى إطارها الصحيح ومنظورها المنضبط والدقيق، وأن تنظر واشنطن
بالحيوية الواجبة فى علاقتها والغرب مع المسلمين والذى يفوق عددهم مليار
و250 مليون نسمة".
وحول إشادة الرئيس الأمريكى باراك أوباما ،
فى حديثه لمحطة "بى بى سى" البريطانية بالرئيس حسنى مبارك ووصفه بأنه قوة
للاستقرار والخير فى الشرق الاوسط ، قال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط إن
الرئيس أوباما يرى حقائق الأمور بطريقة حقيقية وواقعية أفضل من الكثيرين .وأضاف أنه من المتوقع أن يتحدث أوباما عن أفكاره ورؤيته بشأن عملية
السلام، خاصة أننا لاحظنا ورأينا الكثير من المواقف الإيجابية التى جاءت
فى تصريحات الرئيس الأمريكى خلال الأيام القليلة الماضية، أو فى تصريحات
وزيرة خارجيته هيلارى كلينتون.وأشار أبو الغيط إلى أن أوباما قد يطرح رؤيته للسلام خلال المباحثات مع
الرئيس مبارك، حتى ولو لم يضع خطة متكاملة لأن تلك الخطة سوف تأتى لاحقا،
إلا أن مواقف الرئيس أوباما فيما يتعلق بالمطالبة بالتجميد الصارم لمسائل
الاستيطان وتعاون إسرائيل فى هذا المجال تعتبر كلها نقاط إيجابية. ونرى أن
هناك حاجة للتجاوب معها من جانب الطرف العربى.وحول ما يتردد من أن هناك اتجاها من جانب إدارة الرئيس باراك أوباما لعقد
مؤتمر للسلام على غرار مؤتمر كامب ديفيد لبحث كافة مسارات السلام ، نفى
أبو الغيط علمه بذلك على الإطلاق، مؤكدا أنه لم يستمع إلى أفكار فى هذا
الإطار .
وقال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط إن مصر وضعت
رؤيتها أمام واشنطن وأمام أشقائها العرب ، مشيرا إلى أنه أحاط وزراء
الخارجية العرب جميعا بالرؤية التى نقلها الوفد المصرى للجانب الأمريكى
كما قام بنقل هذه الرؤية لأمين عام الجامعة العربية.وبشأن مغزى الطرح المصرى لأهمية التوجه الفورى نحو عملية "إنهاء الصراع"
أو (جيم إند)، أوضح أبو الغيط أن كلمة (إنهاء الصراع) تعنى أن التسوية فى
شكلها النهائى يجب أن يتم طرحها أولا وبشكل مباشر.وقال وزير الخارجية إنه عندما يتم طرح هذا المصطلح فهذا معناه أن الجانب
الأمريكى قد حدد رؤيته فيما يجب أن تكون عليه حدود الدولة الفلسطينية، حيث
يتحدث الجانب الأمريكى عن دولة فلسطينية، لكن إذا ما تم ترك الأمر
للجانبين الفلسطينى والإسرائيلى فسوف تمارس إسرائيل السيطرة على
الفلسطينيين على الأرض ، لكى تحصل على مكاسب أو تعرقل التسوية.أضاف: لهذا فعندما نقول نهاية العملية فإننا نعنى توضيح أين يقع "خط
الحدود".. ويلاحظ أن الجانب الأمريكى قد أبلغنا مرات عديدة أثناء إدارة
الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش أن مشاورات رئيس وزراء إسرائيل السابق
إيهود أولمرت مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس توصلت إلى اتفاق بشكل عام
وأن حدود الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم على "خطوط 1967".وأوضح أنه بعد تحديد الرؤية الأمريكية لخط الحدود فإن هذا يعنى حسم مسألة
القدس والمستوطنات ، وبالتالى فإن ال (جيم إند) أو (إنهاء الصراع) هو شىء
رئيسى يجب أن نسير فيه جميعا.وأضاف أن هذا الخط يختلف عن خريطة الطريق التى كانت تتحدث عن خريطة لطريق
فى اتجاه ما .. ولكنها لم تصل بهذا الاتجاه إلى نهايته ومبتغاه وهو إقامة
الدولة الفلسطينية .. مشيرا إلى أن اتفاق أوسلو تحدث عن اتفاق لحصول
الفلسطينيين تدريجيا على السيطرة على أراضيهم ثم حكم أنفسهم ثم إنشاء سلطة
فلسطينية على الأرض الفلسطينية ثم أجهزة فلسطينية ، وأن التطور التقليدى
كان يقود إلى بناء الدولة وإن كان لم يطرح مفهوم الدولة بالتحديد الذى يجب
أن يكون عليه.